صحراء الموت.. 35 مهاجراً يفقدون حياتهم على طريق النيجر نحو أوروبا
صحراء الموت.. 35 مهاجراً يفقدون حياتهم على طريق النيجر نحو أوروبا
أعلنت منظمة "هاتف الإنذار في الصحراء" أن ما لا يقل عن 35 مهاجراً لقوا مصرعهم منذ بداية عام 2025 أثناء محاولتهم عبور الصحراء الكبرى عبر النيجر في طريقهم إلى ليبيا والجزائر، ومنها إلى أوروبا.
وقال منسق المنظمة غير الحكومية، عزيز شيخو، السبت، وفقاً لما أوردته وكالة فرانس برس، إن التقديرات تشير إلى وفاة ما بين 35 و40 شخصاً خلال الفترة الممتدة من فبراير حتى أغسطس، مؤكداً أن العدد مرشح للارتفاع في ظل الظروف القاسية التي يعيشها المهاجرون.
الآلاف من المهاجرين الأفارقة يحاولون سنوياً قطع الصحراء النيجرية الشاسعة، لكن الطريق محفوف بالمخاطر. كثيرون يموتون بعدما يتخلى عنهم المهربون أو تتعطل عرباتهم، في حين يجد آخرون أنفسهم عالقين في الصحراء إثر طردهم من الجزائر أو ليبيا.
أوضاع غير إنسانية
وفق المنظمة، شهد عام 2024 رقماً قياسياً بترحيل أكثر من 31 ألف مهاجر من الجزائر وحدها، وخلال النصف الأول من 2025، قدّر المجلس العسكري الحاكم في نيامي عدد المرحلين بنحو 16 ألفاً.
وزير الداخلية النيجري، الجنرال محمد تومبا، أدان أخيراً عمليات الإعادة القسرية التي تطول مهاجرين من جنسيات مختلفة، واصفاً ظروفها بأنها "غير إنسانية".
ولتفادي ما وصفته السلطات بـ"كارثة إنسانية"، قررت نيامي بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة إعادة آلاف المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، بعد أن تم إيواؤهم في مراكز استقبال بمدينتي أغاديز وأرليت شمالي البلاد.
إلغاء قانون مثير للجدل
المجلس العسكري الحاكم ألغى أيضاً قانوناً صدر عام 2015 كان يجرّم الإتجار بالمهاجرين ويعاقب بالسجن حتى 30 عاماً، وهو القانون الذي انتُقد لكونه لم ينجح في الحد من المآسي، بل زاد من تعقيد مسارات الهجرة السرية.
تُعد النيجر إحدى أهم نقاط العبور للمهاجرين الأفارقة نحو أوروبا عبر ليبيا والجزائر، وتحولت مدينة أغاديز في شمال البلاد إلى مركز رئيسي لشبكات التهريب منذ سنوات.
وتواجه السلطات ضغوطاً متزايدة من دول الجوار والاتحاد الأوروبي للحد من تدفق المهاجرين، في حين تحذر منظمات حقوقية من أن السياسات القائمة على الطرد والإغلاق تسهم في رفع حصيلة الضحايا بدل إنقاذ الأرواح.